النسخة الثانية من أيام السرطان – 2024

جمعت النسخة الثانية من أيام السرطان متخصصين في الرعاية الصحية، وباحثين، ومدافعين، وصناع الأدوية في مناقشات هادفة حول مستقبل رعاية مرضى السرطان في المغرب. وقد ركز هذا الحدث الذي نظمته مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان ومستشفى ابن سينا، على تعزيز إدارة السرطان في جهة الرباط سلا القنيطرة ومواءمته مع استراتيجيات التنمية الأوسع لمستشفى ابن سينا.

وقد شهد الحدث  مشاركة العديد من المتحدثين المتميزين، مثل الدكتور رشيد البقالي، مدير مؤسسة لالة سلمى، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية إضافة الى عرضه الختامي للخلاصات والتوصيات، كما قدم والبروفيسور رؤوف محسن، مدير المستشفى الجامعي ابن سينا اعرضا حول دور مستشفى ابن سينا في النظام الصحي الإقليمي.كما شهد الحدث مداخلات وعروضا مهمة من طرف خبراء ومتخصصين معروفين. ومن المناقشات حول الحوكمة المالية إلى أحدث التطورات في جراحة الأورام، أبرز الحدث النهج المتعدد الأبعاد المطلوب للتعامل مع تعقيدات رعاية السرطان. كما قدم خبراء رؤاهم حول مواضيع متخصصة تتراوح بين الأورام الطبية والعلاج بالإشعاع إلى استراتيجيات شاملة لعلاج السرطان .

إحدى اللحظات البارزة لجمعية نبض لمواكبة مريضات سرطان الثدي بالمغرب هي جلسة الندوة التي تضمنت ثلاثة متحدثين: السيدة إكرام الصغير، والدكتورة نرجس برادة، والدكتورة رشيدة الشامي. وبصفتها شخصا ذا تجربة حية مع السرطان وناشطة مدافعة عن حقوق المرضى، قدمت السيدة إكرام الصغير عرضا بعنوان “مشاركة المريض في مسارات الرعاية السرطانية: التجارب والتحديات“. وقدمت رؤيتها الفريدة، التي تشكلت من خلال تجربتها الشخصية مع السرطان، وعملها في مجال الدفاع عن المرضى بصفتها الرئيسة المؤسسة لجمعية نبض، وكذلك خلفيتها الأكاديمية (حصولها على دبلوم جامعي كـمريضة شريكة في الرعاية السرطانية). كما سلطت الضوء على تطور مفهوم وإجراءات إطار المشاركة الهادفة للأشخاص ذوي التجارب الحية مع السرطان على المستوى الدولي، بما في ذلك إطار ومبادرات منظمة الصحة العالمية. وأشارت أيضا إلى جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب لتكييف إطار منظمة الصحة العالمية مع السياق الوطني، وتحديد الأولويات، ووضع خطة عمل وطنية. تناول العرض كذلك التحديات التي يواجهها المرضى والدور الأساسي لمشاركتهم في تحسين مسارات الرعاية. وشددت السيدة الصغير على أهمية دمج صوت المرضى في اتخاذ القرارات، مشيرة إلى أن النهج الذي يركز على المريض يمكن أن يحسن بشكل كبير من نتائج العلاج، وجودة الرعاية، ورفاهية المرضى، ويطور الممارسات الصحية.

بالإضافة إلى العروض السريرية والعلمية، خلق الحدث جوا من التعاون والتضامن. وأصبح من الواضح أن مستقبل رعاية السرطان يعتمد ليس فقط على البحث والابتكار، ولكن أيضا على المشاركة الفعالة للمرضى والأسر والمجتمعات. كانت مشاركة الأشخاص ذوي التجربة الحية مع السرطان تذكيرا مؤثرا بالجانب الإنساني لرعاية السرطان، فهؤلاء المرضى الذين يتمتعون بالصمود والتجارب يجب أن يشكلوا الاستراتيجيات التي توجه مستقبل الأورام.

ومع ختام الحدث، غادر المشاركون وهم يحملون فهما أعمق للحالة الحالية لإدارة السرطان في المغرب وإلتزاما متجددا بدفع حدود ما هو ممكن في رعاية المرضى والبحث. لم تكن النسخة الثانية من أيام السرطان مجرد تجمع للخبراء بل كانت احتفالا بالرؤية المشتركة من أجل نهج أكثر شمولية وتركزا على المرضى في مكافحة السرطان.

كانت جمعية نبض لمواكبة مريضات سرطان الثدي بالمغرب فخورة بأن تكون جزءا من هذه المناسبة وتعرب عن خالص امتنانها وتقديرها لمؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ومستشفى ابن سينا، وجميع الأطراف المعنية التي ساهمت في نجاح هذه الفعالية.